كروزيانا

في شتاء العام الماضي عثرت بالمصادفة على مجموعة أحافير لم أميز ماهي في البداية وبعد البحث تبين لي أنها تعود لمخلوقات قشرية كانت من أوائل ما ظهر على ظهر الأرض تدعى ثلاثية الفصوص trilobites ..

هذه الكائنات البحريةالشبيهه بالسرطانات عاشت في حقبة الحياة القديمة Paleozoic Era..

وتلك الحقبة بدأت قبل 550 مليون سنة من عصر الكامبري وانتهت بعصر البرمي قبل 230 مليون سنة

المستحثات ليست للكائن نفسه بل لآثاره على الارض التي حفظت بشكل دقيق على مدى ملايين السنين..

العثور على بقايا كائن حي عاش قبل 250 مليون سنة على أقل تقدير تجربة لاتوصف لم أشبهها سوى بمشاهدة السدم عبر التلسكوب..

كلا التجربتان تبعثان على التأمل في ضآلة عمر الانسان بالنسبة لعمر الحياة على الارض وحجمه بالنسبة للكون..

التفكر في  بداية الخلق والتاريخ عموما  يقلل من تهاويل الواقع مهما علا صخبها ويبعث على الطمأنينة ورؤية الحاضر بعين مجردة لا عدسة مكبرة تضخم ما يجري.

جمهور بلا ذاكرة

تكرار نشر الاخبار المكذوبة والاراء الملفقة والحقائق المغلوطة والمقاطع المزيفة وسرعة انتشارها بين الجمهور وردة الفعل المتكررة من الناس عليها؛ تثير تساؤل عن حقيقة تغير مستوى الوعي لدى العامة هل وسائل التواصل ترفع ملكة التفكير الناقد لدى الجماهير أم تعطلها؟

لماذا يصر الكثير على التعامل مع المعلومات الجديدة بطريقة الاسفنجة بدون اي جهد في الغربلة والتدقيق قبل النشر او اصدار الاحكام؟

بدأت اقتنع فعليا ان الاعلام المضلل لا يلام على استغلاله لسذاجة الجمهور وتنفعه من بلادة تفكير المتلقي الذي لا يريد تنمية عضلة التفكير في عقله ولا يلام السياسي الفاسد في تكرار كذبه على الناس مادام ان الجمهور لا يملك ذاكرة ولا يلام التاجر الجشع في شفط جيوب المغفلين ماداموا قد رضوا بتعطيل عقولهم وتسليمها لمن لا يرقب فيهم الاً ولا ذمة.