أبعد جسم في السماء يمكن أن تراه بعينك هو أحد أقرب المجرات إلينا وهي مجرة المرأة المسلسلة (أندروميدا) التي تبعد عنا حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية - أي إنك عندما تراها بين النجوم فإنك ترى سوى صورتها قبل 2.5 مليون سنة – لكنها تبدو في السماء كنجم مشوش وأول من رصدها هو العالم المسلم عبدالرحمن الصوفي وأسماها ” السحابة الصغيرة” وظلت فترة طويلة تعتبر بين الفلكيين كسديم من مجرة درب التبانة.
طبيعة أندروميدا حيرت الفلكيين كثيرا وشهدت جدلا شهيرا في بدايات القرن الماضي حول ما إذا كانت مجرد سديم – نجم متفجر- يقبع في مجرتنا أم مجرة أخرى منفصلة، في ذلك الوقت طبعا لم يكن يعرف عن وجود مجرات أخرى غير درب التبانة حتى أكد ادوين هابل أنها مجرة مستقلة إلى جانب مجرات عديدة في الكون ومنها بزغت شهرته - إضافة إلى اكتشافه تمدد الكون – .
تتفوق أندروميد على درب التبانة بالمسافة والحجم حيث يصل عرضها إلى 150 ألف سنة ضوئية ويقدر عدد النجوم بها إلى ألف مليون نجم في حين أن مجرتنا تحري 400 مليون نجم كأقصى تقدير !
هذه الكتلة الضخمة تتحرك نحو مجرتنا بسرعة 540 ألف كم/ ساعة تقريبا ويتوقع العلماء اصطدامها بمجرتنا بعد 4 مليارات سنة تقريبا !
أعلم أن هذه الأرقام قد لا تجعلنا نشعر بحقيقة بعظم حجمها .. لكن انس كل ما قلت وركز فقط على السطرين التاليين:
شمسنا العملاقة - التي تساوي حجم 1300000 كوكب بحجم الأرض- لو ابتعدت عنا مسافة سنة ضوئية (واحدة) عنا فلن نستطيع رؤيتها ..
الآن تخيل معي ضخامة جسم يبعد عنا (2.5 مليون )سنة ضوئيةومع ذلك نستطيع رؤيته بالعين المجردة تلك هي اندروميدا التي تراها في الصورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق