الأقسام

الخميس، 31 يناير 2013

حتى يغيروا ما بأنفسهم



أستحي أن أتكلم عن الفساد وأندد به وأطالب برأس من يرتكبه ونحن نراه بشكل علني كل يوم ولا ننكره أو نشجبه بل يمر مرور الكرام حتى وصلنا إلى درجة من التبلد هي ما خلقت هذه البيئة الخصبة التي تسهل لكل مسؤول ان يكون فاسدا بلا رادع من المجتمع نفسه قبل السلطة.
لكي يتضح المعنى..
دعني أسالكم كم موظف حكومي (عادي)  يجلس في مكتبه طوال ساعات عمله ويعمل حتى يقف عقرب الساعة على موعد الإنصراف؟
كم معلم تعرفه يواظب على حضور جميع حصصه الدراسية ويقوم بتدريس طلابه بكل إخلاص ولا يغيب إلا في حالات الضرورة؟
كم طالب تعرفه يواظب في حضوره وينجح في اختباراته بدون غش و(براشيم) ؟
إذا كنت تعرف حقا فكم نسبتهم ؟؟
ماذا عن الذي تعرف أنهم لا يؤدون وظائفهم وأعمالهم بكل إخلاص ودقة وأمانة ولا يهمك أمرهم؟
أليسوا أولى بنصيحتك؟ أليسوا جزءا من منظومة الفساد التي تندد بها ؟ هم من خلقوا بيئة مترهلة كسولة ترتع فيها (لأسمالك الكبيرة) وتبتلع كل ما تحصله أمامها.
ماذا لو كانت البيئة نزيهة وصحية هل سيستطيع العيش فيها كل فاسد وناهب ؟ لا.. لأنهم مثل الجراثيم الضارة لا تعيش في الوسط المعقم والنظيف..
أعتقد وأجزم أن غالبيتنا نمارس صورة من صور الفساد (سرقة وقت، مال،..الخ)  كل على قدر ذمته وحجم مسؤوليته..
إذن دعونا لا نتحدث عن الفساد والشبوك لأنها بالعامي (طالت ومصخت) !!
علينا أن نبدأ بأنفسنا أولا لأن الحل يبدأ من أنفسنا أما الإنتقاد والضجيج ليس سوى زوبعة في فتجان وإبر تخدير لكي لا نقر بالمشكلة الأساسية وهو (نحن) .
فلتعبتر كلامي هرطقات ((عاطل)) ومثاليات حالم..
هو رأي صريح وأعلم أنه رأي مزعج لكن الحقيقة دائما مرة (إننا نخلق بيئة الفساد بأيدينا )..
لا يختلف في نظري الموظف الذي يعطل معاملات المراجعين..
عن الأمير الذي يشبك ملايين الأمتار..
عن المعلم الذي يعطي طلابه أسئلة الإختبار..
تختلف الصورة وحجم التأثير في النهاية  لا يوجد لها سوى اسم واحد ((خيانة الأمانة))
أخيرا..
” فلتكن حبة رمل أو صخرة..في الماء يغوصان معا ً “

“Be it a grain of sand or a rock in water they sink the same “

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق